قوله تعالى:((آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ)) محمد صلى الله عليه وسلم، ((وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ)) القرآن، ((وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ)) يشمل جميع الكتب ما علمنا منها وما لم نعلم، ما سماه الله لنا في القرآن، وما لم يسمه.
ونلاحظ في قول الله عز وجل:((وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ)) أن الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام كانت كتبهم تنزل جملة واحدة، كما في قصة موسى عليه السلام:{قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ * وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ}[الأعراف:١٤٤ - ١٤٥]، فرجع موسى إلى قومه وهو يحمل الألواح فيها التوراة كاملة، ولما وجد قومه يعبدون العجل ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه، أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فالله عز وجل ما أنزل عليه القرآن جملة واحدة، وإنما كما قال الله تعالى:{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا}[الإسراء:١٠٦]، وقال سبحانه:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا}[الفرقان:٣٢] أي: ينزل شيئاً بعد شيء على حسب الحوادث والأحوال، فلربما تنزل منه السورة كاملةً، ولربما تنزل الآيات أو الآية أو بعض آية مراعاة من الله عز وجل لحال هذه الأمة.