للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مثال آخر لخصوص اللفظ وخصوص السبب]

ومثال ذلك أيضاً أنه لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش ودعا الصحابة إلى الطعام ثم أكلوا من الطعام، ثم مكثوا يتحدثون، كانت الحجرة ضيقة، وكانت زينب رضي الله عنها قد جعلت وجهها للحائط، فقال أحد الصحابة: إن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم نكحت بعده عائشة.

فلو أن هذا الرجل في بيتك وقال هذا الكلام وبلغ سمعك فماذا أنت صانع؟! لعله لا يخرج من بيتك حياً، مع أن الذي قيل في بيته هذا الكلام هو سيد البشر صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك ما تغير صلى الله عليه وسلم تجاه هذا الصحابي، ولا قال شيئاً، وأنزل الله سبحانه: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب:٥٣]، فهنا السبب خاص واللفظ خاص، فهذه حالة خاصة، وإلا فإن غير رسول الله صلى الله عليه وسلم لو مات جاز أن تتزوج امرأته من بعده.