للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تنبيهات]

الأول: المشي من طريق والرجوع من طريق آخر فرضه بعض العلماء في كل صلاة، أي: أنه في أي صلاة لا بد أن تذهب من طريق وترجع من طريق آخر، وبعض العلماء فرضها في كل قربة، فمثلاً: ذهبت لزيارة والديك -وهي قربة- فتذهب من طريق وترجع من آخر، وكذلك لو ذهبت لعيادة مريض، لكن الأصل: أن نقتصر على ما وردت به السنة من مخالفة الطريق في يوم العيد وحده.

ومشكلة الناس أنهم يصلون العيد الساعة الثامنة، أو التاسعة، أو العاشرة، أو الحادية عشرة، والسنة في يوم الفطر التأخير وفي يوم الأضحى التبكير، وإنما التأخير في يوم الفطر ليتسنى للناس إخراج الزكاة، وفي يوم الأضحى التبكير ليتسنى للناس الذبح، ومثلما قال الشيخ كشك رحمة الله عليه: صارت الأضحية مشكلة: أما الأغنياء فإن الواحد منهم يذبح ولا يصلي أي: لا يهتم بصلاة العيد، فهو يذبح ثم يقعد ينظر إلى الخروف ويقول له: هيت لك، قال: وأما الفقير: فإنه ينظر إلى الخروف ويقول له: بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين.

الثاني: يسن التكبير في الأضحى، إثر خمس عشرة فريضة كما قالت المالكية، وينقطع عندهم بعد صلاة فجر اليوم الرابع، والصحيح: أن التكبير لا ينقطع إلا بعد صلاة العصر، أي: يكبر دبر كل صلاة فريضة كما كان يفعل سيدنا عمر رضي الله عنه في منى، فقد يرفع صوته بالتكبير فترتج به منى، وهذا في عيد الأضحى فقط؛ لقول الله عز وجل: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} [البقرة:٢٠٣]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أيام منى أيام أكل وشرب وذكر) وفي رواية: (وبعل)، والبعل هو: الزوج أو الزوجة.

الثالث: يبدأ المضحي في الأكل من الأضحية بالكبد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبدأ بالكبد، لكن قال بعض العلماء: إن هذه من العادات وليست من السنن، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الدباء الذي هو القرع، فبعض الناس لا يحبه أصلاً، فلا نقول: إنه خالف السنة، لكن كمال المحبة أن تحب الدباء، وكمال المحبة أن تبدأ بالأكل من الكبد، كما قال أنس بن مالك: (رأيت رسول الله يتتبع الدباء في الصحفة قال: فما زلت أحب الدباء من يومه)، وكذلك لما لم يأكل من طعام أبي أيوب ففزع أبو أيوب وقال: (يا رسول الله! نستغفر الله هل نزل فينا قرآن؟ قال: لا، ولكن في طعامكم شيء من تلك الشجرة -الثوم- وإني أكرهه قال: وأنا أكره ما تكره يا رسول الله!) أي: مرة أخرى لن يأتي الثوم في بيتنا، لكن لو كان إنسان يحب الثوم لا نقول إنه خالف السنة، لكن لا ينبغي أن يؤذي عباد الله، قال صلى الله عليه وسلم: (فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم).

ومن أكل ثوماً أو بصلاً ثم تسوك فإن ذهبت الرائحة فالحمد لله، وبعض الناس من أهل التجربة من محبي البصل والثوم قال: لو أكلت بعده بقدونساً ذهبت الرائحة والله أعلم.

الرابع: صلاة العيد هناك من يقول بأنها فريضة، وأما قيام الليل فلا يوجد أحد قال: إنه فريضة على آحاد الأئمة، وقال بعض العلماء: كانت فريضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده؛ استدلاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ} [المزمل:١ - ٢].