قضية الرجال والنساء حسمها الإسلام ففي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إنما النساء شقائق الرجال)، وقال تعالى:{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}[النحل:٩٧] أي: أن قضية الذكورة والأنوثة كما يقول أهل العلم: وصف طردي لا تأثير له في الحكم مع أن هناك أشياء مخصوصة خص الله بها الرجال أو النساء من أجل موافقة الخِلقة والطبيعة، لكن الحكم العام:{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى}[آل عمران:٣٦]، وهذا الذي يوافق الفطرة والواقع والشرع، أما الناس الذين يريدون أن يجعلوا الذكر كالأنثى، والأنثى كالذكر في كل شيء فإن هؤلاء يخالفون الواقع والفطرة والشرع، لأن الترتيب الجسماني: ليس الذكر كالأنثى، والاستعداد الفطري: ليس الذكر كالأنثى، والقوى العقلية والمواهب الكسبية: ليس الذكر كالأنثى، ولذلك لما سمع رجل من عامة الناس إحدى النساء المسترجلات تتكلم أن المرأة نصف المجتمع ولا بد أن تدخل المرأة مع الرجل، وتزاحم الرجال، قال لها العامي: هذا الكلام صحيح ((لَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى))، قالت له: وكيف؟ قال لها: أتصارعينني؟ -هذا بفهمه- طبعاً، فسكتت وبهتت، وهو قال كلاماً صحيحاً؛ لأنه ليس الاستعداد واحداً، ليست قوة التفكير واحدة، ليس التذكر واحداً، ليست العاطفة واحدة، ميز الله الرجال بأشياء وميز النساء بأشياء، هذه قضية معلومة، ولعلها ستأتي معنا في آية الدين في قول الله عز وجل:{فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا}[البقرة:٢٨٢] أو في قراءة حمزة -وهو من القراء السبعة-: {إِنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرُ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى}[البقرة:٢٨٢]؛ لأن المرأة في الغالب اهتمامها بأمور البيت، والمطبخ، والملابس، والتجميل، ورعاية العيال، وليس لها اهتمام في الغالب بالأمور المالية، وضبط الحسابات، والتفكير في المشروعات، وهكذا، ولا يعترض أحد فيقول لي: أنا أعرف امرأة تعمل في العمارات، امرأة فتحت مكتباً تابعاً للعقارات تعمل فيه، وآخر يقول: كذا كذا، نقول: هذا من الشاذ النادر، والشاذ لا حكم له.
كما أنه قد يوجد من الرجال -والعياذ بالله- من هو مستأنث، بحيث إن زوجته قوامة عليه، تحشر أنفها في كل شيء، تقول: اقعد فيقعد، قم فيقوم، نقول: هذا شاذ وإلا فالأصل بالفطرة أن الرجل لا يقبل مثل هذا، سواء أكان عنده دين أم ليس عنده دين.
وفي الختام نسأل الله أن يجعل هذه الكلمات نافعة لي ولكم، وأن يجعلها لنا جميعاً في صحائف الحسنات، إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.