للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مسائل تتعلق بطهارة الماء ونجاسته]

هذه مسائل فيها الكثير من الأجوبة على بعض الأسئلة التي طرحت: المسألة الأولى: لا يؤثر على طهورية الماء تغير ريحه بما يجاوره من النجاسات، فلو أن جيفة بجانب غدير أو بركة وتغير ريح الماء منها فإنه يبقى على طهوريته، وهذا خارج عن الإرادة، مثاله: عندي ماء في البيت، وقدر الله أن كلباً مات في الخارج أو في داخل البيت، وأنا لا أعرف مكانه، والماء بعيد عن هذه الجيفة لكنها أثرت عليه، يعني: أثرت على ريحه فلا تسلبه الطهورية؛ لأن هذا شيء خارج الماء ولم يخالطه ولا مازجه وإذا تغير الماء فتغير لونه، أو ريحه، أو طعمه، بأي نوع من أنواع التغيرات، كملوحته من السبخة التي هي مقره، فلا يؤثر على طهوريته.

المسألة الثانية: لا يؤثر على طهورية الماء ما تولد منه وغيره كالطحلب والسمك ومثاله: عندك ماء في برميل وعندما ذهبت تفتح البرميل وجدت هذا الماء فيه أشياء خضراء تولدت في داخله؛ فلا تؤثر على طهوريته، فما تولد في الماء من داخله لا يؤثر على طهوريته.

المسألة الثالثة: لا يؤثر على طهورية الماء ما يعسر الاحتراز منه كورق وسدر يسقطان في غدير أو بركة، فيتغير الماء.

مثاله: عندنا بركة ماء، وفي الخريف أوراق الشجر تتساقط، فتساقطت بكثرة في هذا الغدير، أو في تلك البركة، حتى تغير لونها، فلا يؤثر فيها؛ لأن هذا شيء يشق الاحتراز منه، ومثله أيضاً ما سيأتي معنا في باب النجاسات، لو أن ذبابة وقفت على عذرة كلب وأكلت منه وحملته بجناحيها، ثم جاءتك وأنت تصلي، فوقفت على قمة عمامتك، وبعد الصلاة خلعت العمامة، ونظرت فإذا شيء قليل من النجاسة، فلا يضر؛ لأنه {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:٢٨٦]، فديننا والحمد لله يسر قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:١٨٥].

المسألة الخامسة: لا يؤثر على طهورية الماء ما غيره مما يستعمل في تطهيره وإصلاحه، ويدخل في ذلك وسائل التعقيم في زماننا مثل مادة الكلور وغيرها التي تستعمل في الماء لتعقيمه.

مسألة: عندنا إناء فيه ماء، فسقطت فيه فأرة فماتت، فحكم الماء أنه نجس؛ لأنه قد لاقته نجاسة فغيرته.

مثال آخر: صهريج يسع ستين جالوناً، وهذا الصهريج دخل إليه حمامة صغيرة فماتت، فلم تغير طعمه ولا لونه ولا ريحه، فحكمه أنه طهور؛ لأن النجاسة يسيرة، والماء كثير، فلم تغير له طعماً، ولا لوناً، ولا ريحاً.

مثال آخر: برميل كان مطلياً بطلاء، فلاحظنا أن لهذا الماء رائحة طلاء، فحكمه طهور؛ لأنه ما تغير بشيء طارئ، وإنما تغير بطول المكث، فهو مثل ما تغير بالسبخة التي هي: طبيعة الأرض التي هو فيها.