للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (وقال الإنسان ما لها)]

يقول تعالى: {وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا} [الزلزلة:٣].

يقول ابن عاشور رحمه الله: يستوي في ذلك الجبان والشجاع، والطائش والحليم، {وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا} [الزلزلة:٣].

ويمكن أن يقال: لفظ الإنسان ها هنا من العام المخصوص والمركب.

أي: الإنسان الكافر، أما المؤمن فإنه إذا شاهد هذا الهول يقول: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس:٥٢]؛ لأنه كان ينتظر ذلك اليوم ويحسب له حساباً.

فقوله تعالى: {وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا} يقول سيد قطب رحمه الله في الظلال: سؤال المشبوه المبهوت المفجوع، سؤال من رأى ما لا قبل له، ومن شاهد ما لا صبر له عنه، ما لها تترجرج؟ ما لها تهتز؟ وكأنه يريد أن يتعلق بشيء يمسك به، ويستند إليه، فلا يجد شيئاً.