سبب نزول قوله تعالى:(وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة)
الآية الثمانون قول الله عز وجل:{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً}[آل عمران:٨٠] فاليهود أصحاب تناقض، فمرة قالوا:{نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ}[المائدة:١٨] وفي مرة أخرى قالوا: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا}[البقرة:١١١]، وهنا قالوا:{لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً}[البقرة:٨٠] وهذه من المعلومات المغلوطة المكذوبة.
وقد أخرج الطبراني وابن جرير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:(قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود يقولون: إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يعذب الله الناس بكل ألف يوماً)، وهذا كله كذب، فمن أين لهم أن الدنيا سبعة آلاف سنة والله تعالى يقول:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي}[الأعراف:١٨٧]؟! فاليهود قالوا: مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يعذب الله الناس بكل ألف سنة من أيام الدنيا يوماً واحداً من أيام الآخرة، فإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب.
كما قال سبحانه في سورة آل عمران عنهم:{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَات}[آل عمران:٨٠] فهذه هي دعوى اليهود قاتلهم الله.