يقول الشيخ الشنقيطي رحمه الله: اختلف العلماء متى تكون هذه الزلزلة؟ هل تكون عند خروج الناس من قبورهم وحشرهم إلى عرصات القيامة أم أنها تكون في القيامة نفسها بعد النفخة؟ فقال بالقول الأول: جماعة من أهل التفسير كـ عبد الملك بن جريج وعبيد بن عمير والشعبي وغيرهم.
ولكن هذا المعنى وإن كان له وجه من النظر فليس له ما يسنده من الأثر.
قال: والأثر يدل على أن هذه الزلزلة تكون مع القيامة، كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، فيقول الله عز وجل: أخرج بعث النار من ولدك، فيقول آدم: يا رب! وما بعث النار؟ فيقول الله له: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون في النار وواحد إلى الجنة، فحينئذ تضع الحامل حملها، ويشيب الوليد، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) فلو تدبرنا هذا الحديث مع قوله سبحانه: {اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}[الحج:١] علم أن القول الراجح بأن هذه الزلزلة تكون في القيامة.