إن الله سبحانه وتعالى ذو الجلال والإكرام يقسم بما شاء من مخلوقاته، كالتين والطور والبلد الأمين، لكن المخلوق لا يجوز له أن يقسم إلا به سبحانه؛ لأن الله أعظم من كل عظيم جل جلاله، وما الحلف إلا إقسام بمعظم، وتتجلى عظمة الرب سبحانه في خلقه لبني آدم بهذا القوام الحسن السوي، ولا يكون لهذا الإنسان قيمة عند ربه سبحانه إلا بإيمانه وعمله الصالح، وسبيل ذلك العلم، وأعظم وسائل العلم القراءة والكتابة، فامتن الله بهما على رسوله، بل أمره بالقراءة لما يتلى عليه، وتكفل له بكبت عدوه وإهلاكه إن عمل بمقتضى ما علمه من السجود لربه والاقتراب من مولاه، وحاشا رسول الله أن يخالف ذلك طرفة عين.