ما حكم من كان عنده وسوسة في الصلاة فالتفت عن يساره ونفث؟
الجواب
إذا كان لحاجة يجوز، لحديث عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه في صحيح مسلم قال: يا رسول الله! إن الشيطان قد لبس علي صلاتي، فقال عليه الصلاة والسلام:(ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسست في صلاتك فاتفل عن يسارك ثلاثاً واستعذ بالله منه)، قال عثمان: ففعلته فأذهبه الله عني.
وهذا التفل يكون أثناء الصلاة، أما بعد الصلاة فليس فيه فائدة، فالشيطان بعد الصلاة سيذهب، وهو يوسوس في الصلاة، والرسول صلى الله عليه وسلم قال:(إن الشيطان إذا سمع الأذان ولى وله ضراط)، وفي لفظ آخر:(وله خبج كخبج الحمار) يعني: ليس ضراطاً خفيفاً وإنما كضراط الحمار، فإذا انتهى الأذان رجع إلى المسجد يوسوس بين الناس، فإذا سمع الإقامة ولى وله ضراط، فإذا انتهى رجع، فأول ما يدخل الناس في الصلاة يوسوس.
أحد الشيوخ الكرام يحكي فيقول: إن رجلاً أعطاه زكاة ماله، وكانت خمسين ألف ريال، يقول: فحملتها معي في السيارة، وكان معي الأهل والأولاد، فوضعت الشنطة في الصندوق في الخلف على أساس أن الأولاد أنزلهم في مكان ما، والشنطة أدخلها وأغلق عليها، قال: فأنزلت الأولاد ونسيت الشنطة في الصندوق ودخلت المسجد، وتنفلت وجلست أنتظر الإقامة - وهو داعية معروف - قال: فرآني إمام المسجد فجاء وسلم علي وبدأ يتكلم معي، قال: ثم أقسم عليه بالله أن يصلي بالناس، قال: فقمت وصليت بالناس، وبعد أن كبرت ذكرني الشيطان بالشنطة، قال: والله! ما أدري كيف صليت، قال: ما عقلت من الصلاة شيئاً، قال: فانتهيت فقام الإمام وحلف علي أن ألقي على الناس موعظة، قال: أعطيتهم كلمتين وخرجت أركض، والحمد لله وجدت الشنطة كما هي، قال: فأدخلتها وركبنا ثم أعدت الصلاة.
هكذا الشيطان، وجرب مرة عندما يكون عندك شيء ضائع مثل ورق مهم أو مال أو غير ذلك، فعندما تدخل في الصلاة فالشيطان يعطيك الحكاية كلها إلى أن تتذكره، فهذا هو حال الشيطان مع الآدمي، نسأل الله العافية.