سورة الهمزة سورة مكية، فيها تسع آيات، وثلاث وثلاثون كلمةً، وثلاثون ومائة حرف.
هذه السورة المباركة نزلت في جماعة من المشركين نصبوا أنفسهم للمز المسلمين ونشر الأخبار السيئة عنهم، وقد سمت لنا الروايات بعض هؤلاء الأشقياء، منهم: أبي بن خلف، وأمية بن خلف، والوليد بن المغيرة المخزومي، وجميل بن معمر من بني جمح، وكذلك الأسود بن عبد يغوث والأخنس بن شريق، وهذان من ثقيف، وكلهم من ذوي الثراء والمال ممن أنعم الله عليهم ووسع عليهم في الأرزاق، لكنهم قابلوا نعمة الله عز وجل بالكفران والجحود، كما قال الله عز وجل:{كَلَّا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى}[العلق:٦ - ٧] يعني: دائماً الغنى يكون معه الطغيان إلا من رحم الله.
يقول سيد قطب رحمه الله: وهذه السورة تعرض صورة من الصور الواقعية في الدعوة الإسلامية في عهدها الأول، فتعرض صورة اللئيم الصغير النفس، الذي آتاه الله مالاً فسيطرت عليه نفسه، حتى لم يعد يطيق نفسه، وظن أن المال كفيل بأن يلغي الأقدار وأن يلغي الكرامات، وأن المال كفيل بأن يعدل الحساب والجزاء، لو كان يعتقد أن ثمة حساباً وجزاءً.