يجب على المريض أن يرضى بقضاء الله وقدره، وأن يحسن الظن بربه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله)، ويجب عليه أن يتوب إلى الله من الذنوب، ويرد المظالم إلى أهلها.
ويجب على الطبيب أن يكلمه أن يتهيأ بالتوبة للقاء الله، وذلك برد المظالم، وبالإكثار من الأعمال الصالحة، وبالوصية مثل أن يتبرع لمسجد ونحو ذلك، من أجل أن يتهيأ للقاء الله عز وجل، ولكن بعض الأطباء يقول: لو كلمناه سينتكس، فليس بالضرورة أن تقول له: يا أخي! باقي لك شهران وتموت! ليس بالضرورة أن نكلمه بهذا الأسلوب، ولكن بأسلوب طيب كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكروا عن بعض الحمقى أنه عاد مريضاً فلما خرج عزى أهله، وقال لهم: أحسن الله عزاءكم! قالوا له: ما مات! قال لهم: سيموت إن شاء الله، فهو أعطاهم الخبر بصورة من الحمق.
وهذا لا يصح.
وأحد الملوك رأى في منامه رؤيا فسأل بعض المعبرين، فقال له أحدهم: سيموت أهلك كلهم أجمعون، نساؤك وأولادك وأبوك وأمك كلهم سيموتون مرة واحدة، والتأويل كان صحيحاً.
وأتى بمؤول آخر وقص عليه الرؤيا فقال له: سيطيل الله في عمرك حتى تكون آخر أهلك موتاً، وهذا يعني أن أهله كلهم سيموتون ويبقى بعدهم وحده، لكن أول له الرؤيا بكلام طيب.
فالرسول صلى الله عليه وسلم علمنا أن الكلمة الطيبة صدقة، فلذلك إذا زرنا مريضاً نذكره بالتوبة إلى الله ورد المظالم.
ويجب على كل واحد منا أن يكتب وصيته؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين وعنده شيء يوصي به إلا ووصيته عند رأسه).