التطهير يكون بعدة وسائل وهي على النحو التالي: الوسيلة الأولى: الماء، قال تعالى:{وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا}[الفرقان:٤٨].
فالماء، هو أطيب الطيب، ولذلك لو انقطع الماء عن بيتك، ثم جاءوك بأفخر العطور لا تغني عنك شيئاً، ولكن لو كان عندك ماء وما استعملت العطور لا يضرك؛ ولذلك قال الله عز وجل:{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}[الأنبياء:٣٠]، وعد أهل التفسير الماء من أنواع النعيم التي سنسأل عنها يوم القيامة.
الوسيلة الثانية: التراب، وهو بدل عن الماء في رفع الحدث في حالة عدم وجود الماء، وسيأتي معنا التيمم، فالتراب وسيلة تطهير مع الماء في حال ولوغ الكلب، ودليله حديث أبي هريرة وعبد الله بن مغفل رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً أولاهن بالتراب).
وفي رواية:(أولاهن)، وفي رواية:(إحداهن)، وفي رواية:(أخراهن)، وفي رواية:(وعفروه الثامنة بالتراب).
لكن الرواية الصحيحة:(أولاهن بالتراب)، وهذا الذي تقتضيه الناحية العقلية؛ لأن الإنسان يستعمل التراب، ثم بعد ذلك الماء المطهر، لكن لو أننا استعملنا الماء، ثم بعد ذلك التراب، فما تطيب النفس بذلك.
فأول شيء نغسله بالتراب، ثم بعد ذلك بالماء، وكذلك سائر ما يلمسه الكلب بلعابه، فلابد أن يغسل سبعاً أولاهن بالتراب؛ لأن نجاسة الكلب مغلظة.