قوله تعالى:{وَامْرَأَتُهُ}[المسد:٤] أي: زوجته، وهي العوراء أم جميل بنت حرب، {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}[المسد:٤] أو (حمالةُ الحطب) قراءتان، قال أهل التفسير: كانت هذه المرأة الظالمة الباغية تطرح الأقذار والأشواك والحطب في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى بابه، فما كان صلى الله عليه وسلم يزيد على أن يرفع يده ويقول:(ما هذا الجوار يا بني عبد المطلب؟!).
وقيل: بل قوله تعالى: (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) إخبار عن المآل وأنها في النار والعياذ بالله، فهي ستأخذ الحطب وتطرحه على زوجها؛ لتزيده عذاباً فوق العذاب؛ لأنها في الدنيا حرَّضته على الكفر وزينت له الشرك.
وقيل: بل قوله تعالى: (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) لأنها كانت بخيلة رغم غناها وكثرة مالها، وكانت تنقل الحطب على رأسها وتبيعه.
وقيل: بل قوله تعالى: (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) كناية عن سعيها بالنميمة بين الناس، كانت تنقل كلام الناس بعضهم إلى بعض؛ لتفسد بينهم، وتقطع الأواصر، وتزرع العداوة والبغضاء، فهي بمثابة من يحمل الحطب ليزيد النار اشتعالاً، قال تعالى:{فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}[المسد:٥].
أيها الفضلاء! ما أكثر آباء لهب وأمهات لهب في زماننا، ما أكثر هؤلاء الصَّادين عن سبيل الله، المشائين بالنميمة بين الناس، الملتمسين للبرآءِ العيب، الذين يعملون على زرع العداوة والبغضاء بين المؤمنين والمؤمنات، هؤلاء جميعاً ينبغي أن يُذكّروا بهذه الآية؛ لأن الله عز وجل وصف تلك المرأة الباغية الظالمة بهذا الوصف القبيح، ليحذرنا من أن نسلك سلوكها، وأن نسير سيرها، فالنميمة من القبائح والمنكرات التي نهانا عنها ربنا جل جلاله.