للقلم عدة فوائد منها: أن به كتب الوحي، وحفظ العلم، ودونت الحكمة، وبه نقلت أخبار الماضين وقصص الغابرين، وبه نقلت علوم السلف للخلف، وبه حفظت المعاملات ودون التاريخ، وأثبتت الحقوق، وعلمت الوصايا، وعرفت الشهادات، هذه كلها بالقلم، ولذلك أعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شأن الكتابة، فأمر الناس أن يتعلموا، ونعرف بأنه عليه الصلاة والسلام كان ينزل عليه الوحي، وكان له كتاب يكتبون، أحصى بعض أهل العلم هؤلاء الصحابة الذين كانوا يكتبون الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغوا اثنين وأربعين صحابياً، منهم الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم، كلهم كانوا يكتبون الوحي تلقياً من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك يوم بدر، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من لم يكن عنده فداء من الأسرى بأن يعلم عشرة من أبناء المسلمين الكتابة ثم يطلقه، وكان من بين من تعلموا في تلك الفترة الشاب الذكي الزكي زيد بن ثابت رضي الله عنه، الذي كان فيما بعد أحد كتاب الوحي.