الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فأسأل الله سبحانه أن يجعلني وإياكم من المقبولين، هذا الدرس في تفسير سورة التين، وهي سورة مكية، وقد اشتملت على ثمان آيات في أربع وثلاثين كلمة في مائة وخمسين حرفاً، يعني عدد حروف سورة التين عدد حروف سورة الشرح، فمن وفقه الله إلى قراءة هذه السورة المباركة فله من الحسنات ألف وخمسمائة حسنة، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.
وهذه السورة افتتحت بالقسم، فأقسم ربنا جل جلاله فيها بأربعة من مخلوقاته، أقسم بالتين، وبالزيتون، وبطور سينين، وبالبلد الأمين.
وتقدم معنا أن سورة الشمس افتتحت بالقسم، وأقسم ربنا جل جلاله فيها بسبعة أشياء، وسورة الليل أقسم فيها ربنا بثلاثة أشياء: بالليل والنهار، وخلق الذكر والأنثى، وسورة الضحى أقسم ربنا جل جلاله فيها بشيئين: بالضحى، وبالليل.
فالله عز وجل يقسم بما شاء من مخلوقاته، وليس لنا معشر المخلوقات إلا أن نقسم بالله جل في علاه؛ لقول نبينا صلى الله عليه وسلم:(من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).
وهذه السورة المباركة شأنها شأن السور المكية التي تناولت الحديث عن نعم الله عز وجل في الكون والآفاق وخلق الإنسان، والاستدلال بهذا كله على أن البعث والجزاء حق.