للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التخصر]

المكروه التاسع: التخصر، وهو أن يجعل يده على خاصرته؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل مختصراً)، وقد فسر ذلك بأقوال: فقيل: هو أن يمسك بيده مخصرة، أي: يتوكأ على عصا.

وقيل: هو أن يختصر السورة فيقرأ آخرها، وهذا كثير جداً، فبعض الأئمة يقرأ: {وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:٧] وبعد (آمين) يقرأ {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [الأعلى:١٨ - ١٩]، فما هو الذي في الصحف الأولى؟! وقيل: أن يختصر في صلاته، فلا يتم قيامها وركوعها وسجودها وحدودها، قال النووي: والصحيح هو أن يجعل يده على خاصرته.

هذا هو معنى التخصر، والخاصرة معقد الإزار، وهو المكان الذي يربط الإنسان فيه إزاره، ويقال للجانب منه أيضاً: الحقو.

فالاختصار أن يجعل الإنسان يده على خاصرته، وبعض الناس يفعل ذلك حتى على المنبر، فتجده يتكلم مع الناس ويفعل ذلك.

وقد يقال: لماذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل مختصراً؟ قيل: لأنه فعل المتكبرين، فلا يليق بالصلاة، وقيل: لأنه فعل اليهود، وقيل: لأنه فعل الشيطان، وقيل: لأنه شكل من أشكال أهل المصائب، وقد سبق أن مما قيل في الحكمة من النهي عن التشبيك بين الأصابع أن النهي دال على تشبيك الأحوال، وكذلك هنا، فلو ذهبت إلى قوم بين أيديهم جنازة تجد أهل الميت واقفين في حال من الحيرة قد وضعوا أيديهم على خواصرهم.