للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معاني المفردات]

قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا)) الفريق: الطائفة من الناس، والمعنى: إن تطيعوا هذه الطائفة الحاقدة الحاسدة الظالمة الباغية من الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، ((إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ))، والذين آتوا الكتاب هم اليهود والنصارى، ولكن المراد بأهل الكتاب هنا هم اليهود؛ لأنهم هم الذين كانوا يساكنون المسلمين في المدينة.

((إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ)) أصل الرد: الصرف والإرجاع، والمراد به هنا التصيير، أي يصيرونكم ويحولونكم بعد إيمانكم كافرين، بمعنى التصيير والتحويل، ومنه قول القائل: فرد شعورهن السود بيضاً ورد وجوههن البيض سوداً أي صيرها وحولها.

فإذا أطعتم أهل الكتاب في إحياء النعرات الجاهلية والعصبيات القومية سيصيرونكم -بعد إذ كنتم مؤمنين طيبين تعرفون الله ورسوله- إلى جاهليتكم كفاراً لا تعرفون الله.

وهذه الآية قد ورد في معناها آيات، كقول الله عز وجل: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ} [البقرة:١٠٩]، وقول الله عز وجل: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء:٨٩]، وقول الله عز وجل وجل: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [آل عمران:٦٩]، وغير ذلك من الآيات.