[استحباب إخبار من تحبه في الله بذلك وميزان المحبة في الإسلام]
السؤال
من كان يحب أحد الإخوان لطيب خلقه ودينه، وحسن سمته وصلاحه، هل يخبره بأنه يحبه في الله؟
الجواب
نعم، قال أحد الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم:(يا رسول الله! إني أحب فلاناً في الله، فقال صلى الله عليه وسلم: هل أخبرته؟ فقال: لا، قال: إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره، ليقل له: إني أحبك في الله، وليقل له أخوه: أحبك الله الذي أحببتني من أجله).
لكن ما معنى المحبة في الله؟ هذه قضية مهمة جداً؛ لأن البعض يحب صديقه لأنه صاحب نكتة ويضحك الناس في المجالس، يقوم أحد الناس ويقول له: إني أحبك في الله، هذا الكلام خطأ، إن المحبة في الله معناها: أن تحب شخصاً من أجل أفعاله وأقواله التي يحبها الله، فأحبه؛ لأنه مواظب على الجماعة؛ ولأنه كف لسانه عن الولوغ في أعراض المسلمين؛ ولأنه كثير الإحسان؛ ومعظم لحرمة الدين؛ ومحب للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم؛ وإنسان خاشع؛ وإنسان متواضع؛ ونحو ذلك، هذه محبة في الله، أما أن تحب إنساناً مثلاً لجمال شكله فليست هذه محبة في الله، أو تحب إنساناً لأنه رجل حسن المظهر، هذه ليست محبة في الله، وهكذا لو أن إنساناً قال: والله إن فلاناً من الناس أحسن رجلٍ! نقول له: كيف ذلك؟ قال: والله لو رأيته ذا عمةٍ مهيبةٍ وعصاً بيمينه تكسوه وقاراً!! وما قيمة ما ذكرت؟ يحمل عصاة!!! قد يكون حطباً لجهنم! فيجب أن تدرك أن موازين الناس في هذا الزمان فيها نوع من الخلل والتخبط.