الحسد -والعياذ بالله- قد يحمل الإنسان على الكفر بالله، وقد يحمل الإنسان على قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وقد يحمل الإنسان على أذية من لا يجوز له أذيته، وهذا ظاهر أيها الأخوان! فاليهود ما كفروا إلا حسداً، كما قال الله عز وجل:{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}[النساء:٥٤] يعني: يحسدون محمداً صلى الله عليه وسلم، فهذا عموم أريد به الخصوص.
وكذلك قال الله عز وجل:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}[البقرة:١٠٩]، فالحسد يحمل على الكفر، والحسد يحمل على قتل النفس، والحسد يحمل على سائر الشرور والآثام.