قال الله تعالى:{الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ}[الهمزة:٢].
المال هو: ما يقتنيه الإنسان؛ لينتفع به، وعند أهل المدن يطلق المال على النقد من الذهب والفضة وما يقوم مقامها، وعند أهل البادية يطلق على الأنعام والإبل والبقر والغنم، وعند أهل القرى يطلق على الحرث، وهذا ذكره الله حين قال:{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[آل عمران:١٤].
قوله:((عدده)) قال بعض أهل التفسير: المراد أحصاه، وقال بعضهم: المراد نوّعه يعني: جعل من المال عقاراً ومتاعاً ونعماً أي: من كل أصناف المال، وقيل:(عدده) بمعنى: كثره، وهذه آفة في النفس، يعني: الإنسان مغرم بالمال، فقد يكون عنده مال وهو يعرف مقداره، لكنه في كل ليلة يخرجه ويعدده، حتى حصل لبعض الشباب أن واحداً من أعمامه له مال مغرم به، وهو في كل ليلة يأخذ المال كأنه صراف، ويبدأ يغمس يديه فيه، ولا ينام إلا إذا فعل هذه الفعلة!