قوله تعالى:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً)) بطانة الرجل: خاصته وصفيه وخليله، وجمعها: بطائن، وأصل البطائن: داخلة الثوب، فشبه الخليل والصفي ببطانة الثوب؛ دلالة على شدة ملازمته لصاحبه، كما يقال: فلان شعاري، وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن الأنصار:(الأنصار شعار، والناس دثار).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ)) (من دونكم) أي: من غيركم، كما قال سبحانه:{لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران:٢٨] أي من غير المؤمنين.
وقوله:((لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا)) لا يألونكم: من الألو وهو التقصير، يقال: ألا فلان في الأمر يألوا إذا قصر فيه.
والخبال هو الفساد، ومنه يقال: رجل مخبول إذا كان فاسد العقل ناقصه، ومعنى الآية: لا تتخذوا بطانة آليكم خبالاً بادية بغضاؤهم.
((وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ)) أي: ودوا عنتكم، والمعنى: ودوا ما فيه إرهاقكم، والمشقة والضرر عليكم، وودوا ما عنتم في دينكم ودنياكم.
((قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ)) أي: أن البغض قد لاح على صفحات وجوههم من العداوة؛ لأنهم لا يتمالكون أنفسهم من شدة البغض لكم، كما قال سبحانه:{وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[محمد:٣٠].
((وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)) أي: ما تخفي صدورهم من العداوة للإسلام والبغضاء لأهله أكبر مما ظهر على صفحات وجوههم وفلتات ألسنتهم.
وهناك وظائف أجمع أهل العلم أنه لا يجوز أن يتولاها غير المسلم، أولها الإمامة الكبرى أو الحكم، فلا يجوز أن يتولاها غير المسلم؛ لأنها خلافة موضوعة لحراسة الدين وسياسة الدنيا به، ولا يمكن أن يتولى الولايات الدينية غير المسلم، وكذلك المناصب التي إن تولاها غير المسلم اطلع على أسرار الدولة الإسلامية لا يجوز أن يتولاها المنافقون وأهل الأهواء.