للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سبب نزول قول الله: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم)]

الآية التسعون بعد المائة: قول الله عز وجل: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا} [البقرة:١٩٠].

هذه الآية كما قال ابن عباس: نزلت في صلح الحديبية، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه صدوا عن البيت، ومنعوا من الوصول إلى البيت الحرام، ثم صالحه المشركون على أن يرجع من عامه هذا ذو القعدة سنة ست، ولا يعتمر، ثم يعود في العام القابل من عام سبعة من الهجرة، فلما كان العام القادم تجهز هو وأصحابه لعمرة القضاء، وخافوا أن لا تفي قريش بوعدها، وأن يصدوهم عن المسجد الحرام ويقاتلوهم، وكره الصحابة أن يقاتلوا في الشهر الحرام وهو ذو القعدة، وتحرجوا من ذلك فأنزل الله عز وجل هذه الآية لتبين لهم: أن من قاتلكم فقاتلوه ولو كان ذلك في الشهر الحرام، ولو كان في البلد الحرام: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا} [البقرة:١٩٠].