قال تعالى:{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}[الضحى:٥] هذه الآية من أعظم آي القرآن بشارة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ويتضح ذلك من سبب نزولها.
فقد روى الإمام مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:(أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل على لسان إبراهيم: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[إبراهيم:٣٦]، وقول عيسى عليه السلام:{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[المائدة:١١٨]، فرفع يديه، وقال: اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله عز وجل لجبريل: يا جبريل -وربك أعلم- اذهب إلى محمد فقل له: ما يبكيك؟ فجاء جبريل عليه السلام ثم رجع إلى ربه فأخبره، قال الله عز وجل لجبريل: اذهب إلى محمد وقل له: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك).
ولذلك قال القائل: ألم يرضك الرحمن في سورة الضحى فحاشاك أن ترضى وفينا معذب وقال علي بن أبي طالب: أما نحن أهل البيت فنقول: إن هذه أرجى آية في كتاب الله.
وبعض أهل التفسير قالوا: أرجى آية في القرآن قوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}[الزمر:٥٣] وقال بعضهم: أرجى آية في القرآن: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ}[النساء:٤٨]، وقال بعضهم: أرجى آية في القرآن: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا}[الرعد:٢٣]، فهي تشمل الظالم المقتصد، والسابق بالخيرات، أما علي رضي الله عنه فيقول: أما نحن أهل البيت فنقول: هذه أرجى آية في القرآن: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}[الضحى:٥].