للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى عكرمة (١) عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "والله لأغزون قريشًا وسكت، ثم قال: إن شاء الله، قال ذلك ثلاًثا" رواه أبو داود (٢) عن عكرمة هكذا مرسلًا، قال (٣): وروي عن ابن عباس، ورواه الطبراني (٤) وغيره من حديث ابن عباس مرفوعًا.

[وروي] (٥) عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه لما سألته اليهود عن لبث أهل الكهف قال: (غدًاِ أجيبِكم، فتأخر عنه الوحي بضعة عشر يومًا، ثم نزل: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (٦) الآية. فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - استدراكًا للاستثناء: إن شاء الله) رواه الحافظ أبو بكر البيهقي (٧)، فهذه الأحاديث والآثار تدل على صحة الاستثناء من غير نيةٍ، ثم لو أمكنهم تأويل قول ابن عباس، وحديث عكرمة: بأن تأخر الاستثناء كان مع وجود النية والعزم عليه، لم يمكنهم تأويل حديث سؤال اليهود على مثل ذلك؛ لأن


(١) هو أبو عبد الله عكرمة بن عبد الله البربري، مولى ابن عباس، وأحد تلامذته المشهورين، من فقهاء مكة الأعلام، ومن أعلم الناس بالتفسير والمغازي.
مات بالمدينة، سنة ١٠٥ هـ، وله ثمانون سنة رحمه الله.
انظر: تهذيب الأسماء واللغات، ١/ ٣٤٠، طبقات المفسرين للداودي، ١/ ٣٨٠، سير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢.
(٢) في سننه، ٣/ ٢٣١، وعبد الرزاق في مصنفه، ٨/ ٥١٨.
(٣) أي: أبو داود حيث قال في سننه بعد روايته للحديث المذكور عن عكرمة: وقد أسند هذا الحديث غير واحد عن ... عن ابن عباس - رضي الله عنه - أسنده إلى النبىِّ - صلى الله عليه وسلم -.
ورواه البيهقي في السنن الكبرى، ١٠/ ٤٧ - ٤٨، عن ابن عباس مرفوعًا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
(٤) قال في مجمع الزوائد، ٤/ ١٨٢: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. ورواه أبو يعلى أيضًا.
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير، ٤/ ١٦٦: قال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه: الأشبه إرساله، وضعف ابن عدي فىِ الكامل، ٢/ ٧٤٣ - روايته عن ابن عباس مرفوعًا، وقال: والأصل في هذا الحديث مرسل.
(٥) زيادة يقتضيها السياق.
(٦) سورة الكهف، الآيتان (٢٣، ٢٤).
(٧) في دلائل النبوة، ٢/ ٢٧٠، وابن جرير الطبري في تفسيره، ١٥/ ١٩١ - ١٩٢، لكن دون لفظ: (فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: إن شاء الله) وهي محل الشاهد.

<<  <   >  >>