للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زدني فإنما تشتريه لله ﷿ فلا تبخل علي فقال داود احتكم فإنك لا تسألني شيئاً إلا أعطيتك فقال ابن لي حائطاً قدر قامتي ثم أملأه لي ذهباً فقال له داود نعم وهو في الله قليل.

فالتفت الرجل إلى نبي إسرائيل فقال هذا والله التائب الصادق المخلص ثم قال يا نبي الله قد علم الله ﷿ مني لمغفرة ذنب من ذنوبي وذنوب هؤلاء أحب إلي من ملء الأرض ذهباً فكيف يظن هؤلاء إني أبخل عليهم وعل نفسي بما أرجو به المغفرة لذنوبي وذنوبهم ولكني جربتهم رحم لهم وشفقة عليهم وقد جعلته لله.

فاقبلوا على عمل مسجد بيت المقدس وباشر داود العمل بنفسه وجعل ينقل الحجر على عاتقه ويضعه بيده في موضعه ومعه أخبار بني إسرائيل.

وروى أن داود لما ابتدأه ورفعه قامة رجل أوحى الله إليه غني لم أقض ذلك على يديك ولكن ابن لك أملكه بعدك اسمه سليمان اقضي إتمامه على يديه وتوفي داود قبل إتمامه وله سبعون سنة وقيل غير ذلك.

وأنزل الله عليه الزبور وهو مائة وخمسون سورة بالعبرانية في خمسين منها ما يلقونه من بخت نصر وفي خمسين منها ما يلقونه من الروم وفي خمسين مواعظ وحكم ولم يكن فيه حلال ولا حرام ولا حدود ولا أحكام.

وكانت وفاته في يوم السبت أواخر سنة خمس وثلاثين وخمسمائة لوفاة موسى وملك داود أربعين سنة وأوصى قبل موته بالملك إلي سليمان ولده وأوصاه بعمارة بيت المقدس وعين لذلك عدة بيوت أموال تحتوي على جمل كثيرة من الذهب.

وعن كعب ووهب إن داود أعد لبناء بيت المقدس مائة ألف بدرة ذهباً وألف ألف بدرة ورقاً وثلاثمائة ألف دينار لطلاء البيت وذكر أن هذا مال لا تفي به المعادن.

قال وهب دفن داود بالكنيسة المعروف بالجيسمانية شرقي بيت المقدس