وأما بناء د مدينة القدس الأول فقد تقدم أن أول من بناها سام بن نوح وكانت وفاته بعد الطوفان بخمسمائة سنة ومن وفاة سام إلى بناء سليمان بيت المقدس ألف وستمائة واثنان وسبعون سنة وبين الطوفان والهجرة الشريفة ثلاثة آلاف وتسعمائة وأربع وسبعون سنة فيكون الماضي من وفاة سام إلى آخر سنة تسعمائة من الهجرة الشريفة أربعة آلاف وثلاثمائة وأربعاً وسبعين سنة فيعلم من ذلك تاريخ بناء بيت المقدس الأول تقريباً والله أعلم.
وملخص القول إن من هبوط آدم ﵇ إلى الطوفان ألفين ومائتين واثنتين وأربعين سنة ومن الطوفان إلى وفاة سام بن نوح خمسمائة سنة ومن وفاة سام إلى بناء سليمان بيت المقدس ألفاً وستمائة واثنتين وسبعين سنة ومن بناء سليمان إلى الهجرة الشريفة ألفاً وثلاثمائة وقريب ستين ومن الهجرة الشريفة إلى عصرنا هذا تسعمائة سنة.
فهذه المدة التي تقدم ذكر تفصيلها قبل ذلك في أماكن متفرقة وجملتها من هبوط آدم إلى آخر سنة تسعمائة من الهجرة الشريفة سبعة آلاف سنة ومائة سنة وستة عشر سنة على اختيار المؤرخين كما تقدم عند ذكر سيدنا آدم ﵇ والخلاف في ذلك كثير ويأتي ذكر بناء مدينة سيدنا الخليل ﵇ وأول من اختطها فيما بعد إن شاء الله.
ولما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثاً سأله حكماً يوافق حكمه وسأله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده وسأله أن لا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ولهذا كان عبد الله ابن عمر ﵄ يأتي بيت المقدس فيصلي ركعتين ثم يخرج ولا يشرب فيه كأنه يطلب دعوة سليمان.
وروي عن النبي ﷺ إنه قال إن سليمان ابن داود ﵇ سأل ربه ثلاثاً فأعطاه اثنتين ونحن نرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة سأله حكماً