للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سلام من اتبع الهدى أما بعد (فلا تعلوا علي ائتوني مسلمين).

ولم يزد سليمان على ما قص الله في كتابه وكذلك الأنبياء كانت تكتب جملالاً لا يطيلون ولا يكثرون.

فلما كتب الكتاب طبعه بالمسك وختمه بخاتمة وقال للهدهد (اذهب بكتابي هذا فالقه إليهم ثم تول - تنح عنهم وكن قريباً منهم - فانظر ماذا يرجعون) يردون من جواب.

فأخذ الهدهد الكتاب وأتى به إلى بلقيس - وكانت بأرض اليمن بأرض يقال لها مأرب بأرض صنعاء على ثلاثة أيام - فوافوها في القصر وقد أغلقت الأبواب وأخذت المفاتيح فوضعتها تحت رأسها فأتاها وهي نائمة مستلقية على قفاها فألق الكتاب على نحوها فأخذت بلقيس الكتاب - وكانت قارئة - فلما رأت الخاتم ارتعدت وخضعت لأن ملك سليمان كان في خاتمه وعرفت أن الذي أرسل الكتاب أعظم ملكاً منها فقرأت الكتاب وتأخر الهدهد غير بعيد.

فجاءت حتى قعدت على سرير ملكها وجمعت الملأ من قومها وهم اثنا عشر ألف قائد مع كل قائد مائة ألف مقاتل فجاؤوا وأخذوا مجالسهم فقالت لهم بلقيس (يا أيها الملأ - وهم أشراف الناس وكبراؤهم - إني القي إلي كتاب كريم) سمته كريماً لأنه مختوماً.

وروى عن النبي إنه قال كرامة الكتاب ختمه.

ثم بينت ممن الكتاب وقالت (إنه من سليمان) وبينت المكتوب فقالت (وإنه بسم الله الرحمن الرحيم إن لا تعلو علي) قال ابن عباس لا تتكبروا علي (وائتوني مسلمين) طائعين قيل هو من الإسلام قيل هو من الاستسلام (قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري - أشيروا علي فيما عرض لي وأجيبوني ما كنت قاطعة قاضية وفاصلة أمراً - حتى تشهدون - أي تحضرون - قالوا - مجيبين لها - نحن أولوا قوة - في المال - وأولوا بأس شديد) - عند الحرب والقتال.