فقال أكثرهم لأن سليمان علم إنها إن اسلم حرم عليه مالها فأراد أن يأخذ سريرها قبل أن يحرم عليه أخذه بإسلامها وقيل أراد يريها قدرة الله ﷿ وعظيم سلطانه في معجزة يأتي بها عرشها قال قتادة لأنه أعجبه صفته حين وصفه الهدهد فأحب أن يراه.
وقال زيد أراد أن يبدأ بتنكيره وتغييره فيختبر بذلك عقلها.
(قال عفريت من الجن) - وهو المارد القوي قيل اسمه كودي وقيل اسمه دوكان وقيل هو صخر الجني وكان بمنزلة حبل يضع قدمه عند منتهى طرفه - (أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك) - أي مجلسك الذي تحكم فيه - وكان له كل غداة مجلس يقضي فيه إلى فراغ النهار (وإني عليه - أي على حمله - لقوي أمين) على ما فيه من الجواهر والمعادن.
فقال سليمان أريد شيئاً يكون أسرع من ذلك.
(فقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك).
واختلفوا فيه فقيل هو جبريل ﵇ وقيل هو ملك من الملائكة أيد الله به سليمان ﵇ وقال الأكثرون هو آصف بن برخيا وكان صديقاً يعرف اسم الله الأعظم الذي إذا ادعى به أجاب وإذا سئل به أعطى.
وروي عن ابن عباس إنه قال إن صف قال لسليمان - حين صلى - مد عينيك حتى ينتهي طرفك فمد عينيه - أي بصره - فنظر نحو اليمن فدعا آصف بين يدي سليمان فبعث الله الملائكة فحملوا السرير من تحت الأرض وهم يخدون خداً حتى انخرقت الأرض بالسرير بين يدي سليمان وقيل غير ذلك وقيل كانت المسافة مقدار شهرين.
واختلف في الدعاء الذي دعا به صف فقيل إنه قال يا ذا الجلال والإكرام وقيل يا حي يا قيوم.
وعن الزهري قال الذي عنده علم من الكتاب يا إلهنا وإله كل شيء