للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسقفه الجريد وعمده خشب النخل فلم يزد أبو بكر فيه شيئاً وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله باللبن والجريد وأعاد عمده خشباً.

ثم غيره عثمان بن عفان في خلافته فزاد فيه زيادة كثيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج.

ثم صارت الخلافة إلى الوليد بن عبد الملك - الذي عمر مسجد دمشق - استعمل على المدينة عمر بن عبد العزيز وكتب إليه في سنة سبع وثمانين من الهجرة الشريف يأمره بهدم مسجد رسول الله وهدم بيوت أزواج النبي ورضى عنهن وأن يدخل البيوت في المسجد بحيث تصير مساحة المسجد مائتي ذراع في مائتي ذراع وأن يضع أثمان البيوت من بيت المال فأجابه أهل المدينة إلى ذلك وقدم الصناع من عند الوليد لعمارة المسجد وتجرد لذلك عمر بن عبد العزيز وشيد رسول الله وأدخل فيه ما حوله من المنازل.

ثم لما صارت الخلافة لبني العباس ووليها المهدي - أبو عبد الله محمد بن أبي جعفر المنصور - وسع المسجد الشريف وزاد فيه وحمل إليه العمد الرخام ورفع سقفه وألبس خارج القبر الشريف الرخام وذلك في سنة سبع وستين ومائة وأمر بتقصير المنابر في البلاد وجعلها بمقدار منبر رسول الله .

وقد عمر في المسجد الشريف جماعة من ملوك الاسلام من الخلفاء والسلاطين وجددوا فيه أشياء من المحاسن.

وكان قد احترق المسجد الشريف في زمن الملك الظاهر بببرس فاهتم بعمارته ووضع الدرابزينات حول الحجرة الشريفة وعمل فيه منبراً وسقفه بالذهب.

ثم في عصرنا جرى حادثة وهي في ليلة الثالث عشر من شهر رمضان سنة ست وثمانين وثمانمائة وقعت صاعقة بالليل في المدينة الشريفة احترق منها المسجد الشريف النبوي والحجرة الشريفة وجميع ما بالمسجد الشريف من المصاحف والكتب