البهاء أجمل الناس وأبهاهم من بعيد وأحلاهم وأحسنهم من قريب بين كتفيه خاتم النبوة ريح عره أطيب من ريح المسك الأذفر يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله.
وأما معجزاته ﷺ فأفضلها القرن الكريم الذي أعجز الفصحاء وأخرس البلغاء ومنها انشقاق الصدر والتئامه ومنها انشقاق القمر فرقتين ومنها نبع الماء من بين أصابعه وتكثر الطعام ببركته وكلام الشجر وشهادتها له بالنبوة وإجابتها دعوته وسلام الحجر والشجر عليه وجنين الجذع إليه وتسبيح الحصا في كفه وغير ذلك. مما لا يعد ولا يحص ولا يحاط به ولا يستقصي ومن ذا يحيط بالبحر الزاخر ولو أجهد نفسه إناء الليل وأطراف النهار.
وكان ﷺ لا ينتقم لنفسه ولا يغضب لها وإلا أن تنتهك حرمات الله تعالى فينتقم لله.
وكان أحسن الناس خلقاً وأرجحهم علماً وأعظمهم عفواً وأسخاهم كفاً أوسعهم صدراً وأصدقهم لهجة وكان أشد حياء من العذراء في خدرها وإذا كره شيئاً عرف في وجهه ولا يجزي بالسيئة السيئ ولكن يعفو ويصفح.
وكان يخصف النعل ويرقع الثوب ويخدم في مهنة أهله ويجيب الدعوة ويقبل الهدي ويكافئ عليها ويأكل منها ولا يأكل الصدقة ويعود المريض ويشهد الجنائز متواضعاً يمزح ولا يقول إلا حقاً يضحك من غير قهقه وما خير بين شيئين إلا اختار أيسرهما إلا أن يكون فيه أثم أو قطيع رحم فيكون أبعد الناس عن ذلك.
مولده بمكة هجرته بطيبة وملكه بالشام أرأف وخيرهم ولا ترتفع في مجلسه الأصوات، إذا قام من مجلسه قال سبحانه اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك طويل الصمت لا يتكلم في غير حاج وأحب الطعام إليه ما كثرت عليه الأيدي وإذا وضعت المائدة قال بسم الله اللهم