ثم أذكر نبذة من أخبار مدينة سيدنا إبراهيم الخليل ﵊ وما فيها وما حولها مما اشتهر من المشاهد والأماكن المقصودة للزيارة وأذكر الاقطاع التميمي ثم أذكر جماعة من أعيان ملوك الإسلام ممن تولى على بيت المقدس وبلد سيدنا الخليل ﵇ وفعل فيهما الخير من أنواع البر والعمارة ثم أذكر ما تيسر من أعيان علماء البلدتين من المذاهب الأربع ومن ولى فيهما لمناصب الحكمية والوظائف الدينية ومن عرف منهم بالزهد والصلاح وأذكر من تراجمهم نبذة مما اطلعت عليه من الحوادث والأخبار مما لا يخلو من فائدة إن شاء الله تعالى ثم أختم الكتاب بذكر ترجمة ملك العصر والزمان مولانا السلطان الملك لأشرف أبو النصر قايتباي نصره الله تعالى وأذكر مدرسته الشريفة الشريفة وأنها من محاسن بيت المقدس لا سيما كونها في المسجد الأقصى الشريف وهي آخر مدرسة بنيت فيه واذكر ابتداء ولايته السلطنة وأحوال بيت المقدس وأحوال بلد سيدنا الخليل ﵊ في أيامه واذكر سبب بناء مدرسته وتولية مشيختها شيخ الإسلام الشيخ كمال الدين أبي المعالي محمد بن أبي شريف الشافعي أدام الله نفع بعلومه وأذكر تاريخ مولده وأسماء مصنفاته وما تيسر من ترجمته واجتهد في إيجاز لفظ هذا الكتاب حسب الإمكان طالباً للاختصار.
(وسميته بالأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل) وإذا من الله بإكماله كان تاريخاً للقدس والخليل خاصة ولغيرهما عامة فإنه يكون فيه تاريخ المساجد ثلاثة وغيرها فالكعبة المشرفة ذكرها بالنسبة إلى ذكر قصة سيدنا الخليل ﵊ ومسجد النبي ﷺ ذكره بالنسبة إلى ذكره الشريف غير ذلك من الحوادث بالنسبة لارتباط الأخبار بعضها ببعض وحين عزمي على رفعه لم أقصد ذلك وإنما قصدت ذكره ما يتعلق بالقدس والخليل فقط فتأملت ما قصدت معه فرأيت الحال يتطرق إلى ذكر جميع ذلك لأمور لا يخفى على من تأمل.