وعن ابن عباس ﵁ في قوله باركنا حوله فلسطين والأردن ويأتي ذكر فلسطين فيما بعد أن شاء الله تعالى وأما الأردن فهو نهر الشريعة المذكور في قوله تعالى (أن الله مبتليكم منبهر) وهو بضم الهمزة وسكون الراء وضم الدال المهملة وتشديد النون.
وقال أبو القاسم السهيلي قوله الذي باركنا حوله يعني الشام والشام بالسريانية الطيب سميت بذلك لطيبها وخصبها وقيل باركنا حوله بمقابر الأنبياء وقيل غير ذلك وقيل سماه مباركاً لأنه مقر الأنبياء وقبلتهم ومهبط الملائكة والوحي وفيه يحشر الناس يوم القيامة وسمي الأقصى لبعد المسافة بينه وبين المسجد الحرام وقيل كان هذا أبعد مسجد عن أهل مكة في الأرض يعظم للزيارة مكة في الأرض يعظم للزيارة وقيل لبعده عن الأقذار والخبائث وروي أنه سمي الأقصى لأنه وسط الدنيا لا يزيد شيئاً ولا ينقص.
وقوله تعالى (والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين) روي عن أبي هريرة ﵁ قال أقسم ربنا ﷻ بأربعة أجبل فقال والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين قال التين طور سيناء مسجد دمشق والزيتون طور زيتا مسجد بيت القدس وطور سينين حيث كلم الله موسى ﵇ وهذا البلد الأمين جبل مكة.
ومن أسماء بيت المقدس أيليا بهمزة مكسورة ثم ياء آخر الحروف ساكنة ثم لام مكسورة ثم ياء آخر الحروف ثم ألف ممدودة ككبرياء وحكى فيها القصر ومعناه بيت الله المقدس وبيت المقدس بفتح الميم وسكون القاف أي المكان المطهر من الذنوب واشتقاقه من القدس وهي الطهارة والبركة فمعنى بيت المقدس المكان الذي يتطهر فيه من الذنوب ويقال المرتفع المنزه عن الشرك والبيت المقدس بضم الميم وفتح الدال المشددة أي المطهر وتطهيره إخلاؤه من الأصنام وبيت القدس بضم الدال وسكونها لغتان.