للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عباد الله بعد أن شرفكم الله بهذا الفتح الجليل والمنح الجزيل وخصكم بنصره المبين وأعلق أيديكم بحبله المتين إن تقترفوا كبيراً من مناهيه وإن تأتوا عظيماً من معاصيه (فتكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً وكالذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين) والجهاد الجهاد فهو من أفضل عباداتكم وأشرف عاداتكم انصروا الله ينصركم احفظوا الله يحفظكم أذكروا الله يذكر كم اشكروا الله يزدكم ويشكركم خذوا في حسم الداء وقطع شأفة الأعداء وطهروا بقي الأرض من هذه الأنجاس التي أغضبت الله ورسوله وأقطعوا فروع الكفر واجتثوا أصوله فقد نادت الأيام بالثارات الإسلامية والملة المحمدية الله أكبر فتح الله ونصر غلب الله وقهر أذل الله من كفر وأعلموا رحمكم الله إن هذه فرصة فانتهزوها فريسة فناجزوها وغنيمة فحوزوها ومهمة فأخرجوا لها هممكم وأبرزوها وسيروا إليها سرايا عزماتكم وجهزوها فالأمور بأواخرها والمكاسب بذخائرها فقد أظفركم الله بهذا العدو المخذول وهو مثلكم أو يزيدون فكيف وقد أضحى قبالة الواحد منهم منكم عشرون فقد قال تعالى (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين) أعاننا الله وإياكم على اتباع أوامره والازدجار بزواجره وأيدنا معاشر المسلمين بنصر من عنده (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده) إن أشرف مقال يقال في مقام وأنفذ سهام تمزق عن قس الكلام وامض قول تحل به الإفهام كلام الواحد الفرد العزيز العلام قال الله تعالى (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر