منها وأهبطهم وأرض أهل الحق وأسخطهم فإنهم خذلهم الله حموها بالأسل والصفاح وبنوها بالعمد والصفاح وأودعوا الكنائس بها وبيوت الديوبة والاستبارية فيها كل غريبة من الرخام الذي يطرد ماؤه ولا ينطرد لألاؤه قد لطف الحديد في تجزيعه وتفتن في توسيع إلى أن صار الحديد الذي فيه بأس شديد كالذهب الذي فيه نعيم عتيد فما تر إلا مقاعد كالرياض لها من بياض الترخيم رقراق وعمداً كالأشجار لها من التنبيت أوراق وأذعن الخادم برد الأقصى إلى عهده المعهود وأقام له من الأئمة من يوفيه ورده المورود. وأقيمت الخطبة يوم الجمعة رابع شهر شعبان فكادت السماوات يتفطرن للنجوم لا للوجوم والكواكب منها ينتثرن للطرب لا المرجوم ورفعت إلى الله كلمة التوحيد وكان طريقها مسدودة فظهرت قبور الأنبياء وكانت بالنجاسات مكدودة وأقيمت الخمس وكان التثبيت يقعدها وجهرت الألسن بالله أكبر وكان سحر الكفر يقعدها وجهر باسم أمير المؤمنين في وطنه الأشرف من المنبر فرحب به ترحيب من بر لمن بر وخفق علماه في حافتيه فلو طار سرور الطائر بجناحيه وكتاب الخادم وهو مجد في استفتاح بقية الثغور واستشراح ما ضاق بتمادي الحرب من الصدور فإن قوى العساكر قد استنفدت مواردها وأيام الشتاء قد قربت مواردها والبلاد المأخوذة المشار إليها قد جاست العساكر خلالها ونهبت ذخائرها وأكلت غلالها فهي بلاد ترفد ولا تسترفد وتجم ولا تستنفد ينفق عليها ولا ينفق منها وتجهز الأساطيل لبحرها وتقام المرابط لساحلها ويدأب في عمارة أسوارها ومرمات معاقلها وكل مشقة بالإضافة إلى نعمة الفتح محتملة وأطماع الفرنج بعد ذلك مراهبها غير مرجئة ولا معتزلة فإن يدعوا دعوة يرجو الخادم من الله إنها لا تسمع ولن يفكوا أيديهم ممن أطراف البلاد حتى تقطع وهذه الألفاظ لها تفاصيل لا تكاد من غير الألسنة تتشخص ولا بما سوى المشافهة تتلخص فلذلك نفذ الخادم لساناً شارحاً ومبشراً صادحاً يطالع بالخير على سياقته ويعرض بجيش المسرة من