للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعتد للقتال يوم الجمعة سابع عشر ربي الأول وكان الشقيف في يد أرناط صاحب صيدا فنزل إلى خدمة السلطان يسأله أن يمهله ثلاث أشهر لينقل أهله من صور وأظهر إنه يخاف أن يعلم المركيس بحاله فلا يمكنه من أهله فأجابه السلطان لذلك وشرع أرناط في تحصين نفسه واستعداده للحرب.

فعلم السلطان بحقيقة حاله فتقرب السلطان من الشقيف فلما علم صاحب الشقيف بذلك حضر إلى خدمة السلطان وشرع في الاستعطاف له وأزال ما عنده وعاد إلى حصنه ثم حضر وأنهى تخوفه على أهله وسأل المهملة سنة فأرسل السلطان من كشف الحصن فوجده قد تحصن زيادة على ما كان فيه فأمسك صاحب الحصن وقيد وحمل إلى قلع بانياس ثم استحضره في سادس رجب وهدده ثم سيره إلى دمشق وسجنه.

وحاصر الحصن في يوم الأربعاء ثامن رجب ورتب عليه عدة من الأمراء لمحاصرته إلى أن تسلمه بعد سنة وأطلق صاحبه.

ولما كان السلطان بمرج عيون اجتمع الإفرنج واتفقوا على إقامة المركيس بصورة واجمعوا على حرب المسلمين والمر كيس يمدهم من صور فبلغ السلطان ذلك في يوم الاثنين سابع عشر جمادى الأولى وإنهم على قصد صيدا فركب في الحال والتقى بعسكره مع الإفرنج فهزمهم بإذن الله تعالى ونصر الله المسلمين وأسر من أعيانهم سبعة.

وعاد السلطان إلى مخيمه وأقام إلى يوم الأربعاء تاسع عشر جمادى الأولى ثم ركب في ذلك اليوم وتواقع هو والإفرنج واشتد القتال فاستشهد جماع من المسلمين وقتل خلق كثير من المشركين ثم قوم عزم السلطان على قصدهم في مخيمهم وشاع هذا الخبر فخاف الإفرنج وذهبوا إلى صور فاقتضى الحال التأخير.

وسار السلطان إلى تبنين صبيحة يوم الخميس السابع والعشرين من الشهر ثم سار منها إلى عكا ورتب أمورها وعاد إلى المعسكر وأقام إلى يوم السبت سادس