أغلال أعناق العدى أسيافه … أطواق أجياد الورى مناته
من في الجهاد صفاحه ما أغمدت … بالنصر حتى أغمدت صفحاته
من في صدور الكفر صدر قناته … حتى توارت بالصفاح قناته
ألف المتاعب في الجهاد فلم يكن … مذ عاش قط لذاته لذاته
مسعود غدواته محمودة … روحاته ميمونة ضحواته
في نصرة الإسلام يسهر دائما … ليطول في روض الجنان سناته
لا تحسبوه مات شخص واحد … فممات كل العالمين مماته
ملك عن الإسلام كان محامياً … أبداً إلى أن أسلمته حماته
قد أظلمت مذ غاب عنها نوره … لما خلت من بدره داراته
دفن السماح فليس ينتشر بعد ما … وورى إلى يوم النشور رفاته
الدين بعد أبي المظفر يوسف … أقوت قواه وأقفرت ساحاته
بحر خلا من وارديه ولم تزل … محفوفة بوفوده حفاته
من لليتامى والأرامل راحم … متعطف منضوضة صدقاته
فعلى صلاح الدين يوسف دائماً … رضوان رب العرش بل صلواته
من للثغور وقد عداها حفظه … من للجهاد ولم تعد عاداته
بكت الصوارم والصواهل إذ خلت … من سلها وركوبها غزواته
يا وحشة الإسلام يوم تمكنت … في كل قلب مؤمن روعاته
ما كان أسرع عصره لما انقضى … فكأنما سنواته ساعاته
لم أنس يوم السبت وهو لما به … يبدي السبات وقد بدت غشياته
والبشر منه تبلجت أنواره … والوجه منه تلألأت سبحاته
ونقول لله المهين حكمة … في مرضة حصلت بها مرضاته
هذي مناشير المماليك تقتضي … توقيعه فيها فأين دواته
قد عاد زرعك في الربيع بجمعها … هذا الربيع وقد دنا ميقاته