وارتفع بكاء الناس وضجيجهم لذلك فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ولما عقد الملك الكامل الهدنة مع الانبرطون وخلا سره من جهة الإفرنج سار إلى دمشق فوصل إليها في جماد الأولى.
واشتد الحصار على دمشق واستولى عليها الملك الكامل ولمها لأخيه الملك الأشرف موسى وعوض الناصر داود عنها الكرك والشوبك والبلقاء والصلت والأغوار ثم نزل الناصر داود عن الشوبك وسأل عمه في قبولها فقبلة.
واستمر الأشرف موسى بدمشق إلى أن توفي في المحرم سنة خمس وثلاثين وستمائة وتملك دمشق بعده أخوه الملك الصالح إسماعيل بعهد منه.
ثم سار الملك الكامل إلى دمشق ومعه الناصر داود صاحب الكرك ونزلا عليها في جمادى الأولى من هذه السنة وحصلت أمور ووقائع ثم سلم الصالح إسماعيل دمشق إلى أخيه الكامل لإحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى وتعوض عنها بعلبك.
ولم يلبث الكامل غير أيام حتى مرض واشتد مرضه ومات لتسع بقين من رجب سنة خمس وثلاثين وستمائة وعمره نحو ستين سنة وكانت مدة ملكه مصر من حين مات والده عشرين سنة وكان ملكاً مهيباً حسن التدبير يحب العلماء وجالستهم وهو الذي بني القبة على قبر الإمام الشافعي ﵁.
واستمر بعده في السلطنة بمصر ولده الملك العادل أبو بكر بن الكامل فإنه كان نائبه بمصر.
واتفق الأمراء بدمشق حين وفاة والده على تحليف العسكر له وأقاموا في دمشق الملك الجواد يونس بن مودود بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب نائباً عن الملك العدل ابن الكمال.