إسماعيل القرقشندي المقدسي الشافعي سبط الحافظ أبي سعيد العلائي عالم الأرض المقدسة شيخنا الإمام العلامة الحبر الفهامة مولده بالقدس الشريف في ليلة الثالث عشر من شهر ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة اشتغل في صغره على والده وغيره وسمع على المشايخ وقرأ بنفسه وسمع من لفظ البلقيني المسلسل بالأولية وسمع على الشيخ شمس الدين محمد بن عبد القادر النابلسي الملقب بالحبة شيخه ابن الجوزي علي الميدومي وأجازه جمع من العلماء والحفاظ أفتى ودرس وناظر وحدث وسمع عليه الرحالون وساد ببيت المقدس.
ولما عمر القاضي زين الدين عبد الباسط الدمشقي رئيس المملكة مدرسته الباسطية شمال المسجد الأقصى الشريف قرر في مشيختها الشيخ شمس الدين بن المصري - المتقدم ذكره - واستمر بها إلى أن توفي ثم قرر بعده فيها الشيخ شرف الدين يحيى بن العطار الحموي الأصل ثم المصري فباشرها مدة ثم تنزه عنها وسأل الواقف أن يقرر فيها شيخنا التقوى القرقشندي فقرره بها فانتهت إليه الرياسة بالقدس وعظم عند أكابر المملكة وكان عنده ملاطفة واستمالة للقلوب وحسن سياسة وكثرة تواضع وفصاحة لفظ وكان حسن الشكل منور الشيبة له سمت إذا رآه من لا يعرفه علم أنه من أهل العلم برؤية شكله وأما سخاؤه وبسط يده فلا يكاد يوصف وكتابته على الفتوى نهاية في الحسن وفصاحة اللفظ وترتيب العبارة.
وقد عرضت عليه ملحة الاعراب في ثاني جمادي الأولى سنة ست وستين وثمانمائة بمنزله بجوار المدرسة الصلاحية ولي دون ست سنين فإن مولدي بالقدس الشريف في ليلة يسفر صباحها عن يوم الأحد ثالث عشري ذي القعدة سنة ستين وثمانمائة وهو أول شيخ عرضت عليه وتشرفت بالجلوس بين يديه وأجازني بالمحلة بسنده المتصل إلى المصنف وبغيرها من كتب الحديث الشريف وما يجوز روايته وكتب والدي الإجازة بخطه وكتب الشيخ خطه الكريم عليها.