الشريفة وقضاة الشرع الشريف وقرئ المرسوم الشريف الوارد على يده بمعنى كشف الأوراق وما تحصل من الترك المخلفة عن الأموات في الوباء المختصة بجهة بيت المال المعمور واستخرج من الأوقاف أموالا نحو الف وخمسمائة دينار وحصل الضرر بذلك للفقراء والفقهاء والحكم لله العلي الكبير وتوجه من القدس في صبيحة يوم السبت عاشر صفر.
وفيها في العشر الأوسط من صفر حضر الأمير اقبردي الدوادار الكبير من الديار المصرية على حين غفلة ولم يعلم به حتى دخل إلى مدينة غزة ثم توجه إلى الرملة ووضع أثقاله بها ثم توجه من فوره هو ومن معه على الخيول إلى جهة نابلس ثم عاد إلى الرملة وأقام بداخل البلد هو وجماعته ولم ينصب مخيمه بظاهرها على ما جرت به العادة ونادى بالأمان وأمر جماعته بعدم التعرض لأحد من الرعية وكان مقامه بالرملة بدار الأمير منصور بن قرابغا يبيت بها ليلا وجلوسه في النهار بدار ابن باكيش المعدة للحكام وجماعة من الخدم وغيرهم نزلوا عند الناس في منازلهم متفرقين.
ثم في يوم الأحد عاشر ربيع الأول حضر إلى القدس الشريف السيفي قانصوه وعلى يده مرسوم الأمير اقبردي الدوادار في الزيت المتحصل من جبل نابلس على التجار المعتادين بعمل الصابون كل قنطار بخمسة عشر دينار ذهبا بعد أن ختم على ما اشتروه ونودي في البلد بالأمان للعوام وان الزيت لا يأخذه إلا أربابه فمن الناس من لم يصدق هذه المنادات وخرج هاربا ومنهم من اطمأن.
ثم شرع قانصوه في كتابة أسماء التجار ومن له عادة بعمل الصابون حتى اطمأن الناس وشرع يقبض عليهم واحدا بعد واحد من التجار وغيرهم ويلزمهم بشراء الزيت على حكم ما فعل بهم في سنة ست وتسعين ورمى على اليهود والنصارى وطلب نساء الغائبين وضرب بعض جماعة ولكنه في هذه المرة أخف وطأة من المرة الأولى التي كانت في سنة ست بمقتضى ان ناظر الحرمين ونائب السلطنة بالقدس