للمجاورين والواردين وعلى باب المطبخ تدق الطبلخانة في كل يوم بعد صلاة العصر عند تفرقة السماط الكريم.
وهذا السماط من عجائب الدنيا يأكل منه أهل البلد والواردين وهو خبز يعمل في كل يوم ويفرق في ثلاثة أوقات بكرة النهار وبعد الظهر لأهل المدينة وبعد العصر تفرقة عامة لأهل البلد والواردين، ومقدار ما يعمل فيه من الخبز كل يوم أربعة عشر ألف رغيف ويبلغ إلى خمسة عشر ألف رغيف في بعض الأوقات إذا كان عندهم زائر.
وأما سعة وقفه: فلا تكاد تنضبط. وأما سماطة الكريم فإنه لا يمنع منه أحد لا من الأغنياء ولا من الفقراء. وأما السبب في دق الطبلخانة كل يوم عند تفرقة السماط بعد العصر فيقال: ان الأصل في ذلك أن سيدنا إبراهيم ﵇ لما كانت تأتيه الضيوف ويصنع لهم ما يأكلون ويكونون جماعة متفرقين في المنازل التي أنزلهم فيها فإذا قصد اطعامهم دق لهم البطل ليعلموا أنه هيأ لهم الطعام فإذا سمعوا بادروا واجتمعوا لأكل سماطه. فصارت سنة بعده تعمل في كل يوم عند تفرقة السماط بحضرته الشريفة. وعلى باب المسجد الذي تدق عنده الطبلخانة المكان الذي يصنع فيه خبز السماط من الأفران والطواحين وهو مكان متسع يشتمل على ثلاثة أفران وستة أحجار للطحن، وعلو هذا المكان الحواصل التي يوضع فيها القمح والشعير ورؤية هذا المكان علوا وسفلا من العجائب فإنه يدخل إليه بالقمح فلا يخرج منه إلا وقد صار خبزا.
وأمام الاهتمام بعمل السماط من كثرة الرجال في تعاطي أسبابه من طحن القمح وعجنه وخبزه وتجهيز آلاته من الحطب وغيره والاعتناء بأمره فذلك من العجائب لا يكاد يوجد مثل ذلك عند ملوك الأرض. ولا يستكثر مثل ذلك في معجزات هذا النبي الكريم ﵊.