وقلت له: إن لم يكن أبوه هناك فقل له يصير إلينا، فرجع، فلما رآك عندي ورآني احتشمك ردّ هذا الجواب الظريف الذي سمعته، فقلت: أعده عليّ أنت لأفهمه، فقال: إنه يقول ذهبت إلى الغلام ولم يكن أبوه هناك، فقام الغلام ليجيء، فجاء أبوه فلم يجىء الغلام، فجئت أنا. فقلت له: هذا الغلام يجب أن يكون أخا أو صديقا لا غلاما.
وقال مخلد بن علي الشامي الحوراني يهجو ابن المدبر:
على أبوابه من كلّ وجه ... قصدت له أخو مرّ بن أدّ
يعني ضبّة بن أد، يعني أبوابه مضببة باللؤم أو محكمة عن الخير، وكان ابن المدبّر ينسب إلى ضبة:
أخو لخم أعارك منه ثوبا ... هنيئا بالقميص لك الأجدّ
وأخو لخم يريد جذاما:
أبوك أراد أمك حين زفّت ... فلم توجد لأمّك بنت سعد
بنت سعد: يريد عذرة بن سعد بن هذيم القبيلة المعروفة.
وزبد في الهجاء بغير دال ... أحبّ إليك من عسل بزبد
رأيتك لا تحبّ الودّ إلا ... إذا ما كان من عصب وجلد
أراني الله عرّك في الجعبّى ... وعينك عين بشار بن برد
العر: الجرب، والجعبى الاست، وعين بشار يعني أعمى، لأن بشار بن برد كان أعمى.
- ٣٠-
[إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غبرة بن عوف بن ثقيف الثقفي]
: أصله كوفي،
[٣٠]- ترجمته في الوافي ٦: ١٢٠ (عن ياقوت) ، وانظر فهرست الطوسي: ١٦ (كلكتا) ٣١ (بيروت) ولم ترد هذه الترجمة في المختصر.