للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خزائنه، وكان عنده وزيره أبو العباس الغانمي، فاتهمه بممالأة القوم فأوقع به وقتله.

وخاطب العسكر من ذلك الموضع ومن جرجان منوجهر، وكان إذ ذاك مقيما بطبرستان، فاستدعوه وكتبوا إليه بالحضور وأنه متى تأخر قدّموا غيره، فبادر إليهم فقلدوه الأمر، وبلغ ذلك قابوس وقد تفرق عنه من غدر به، فجمع أمراء الرستاق وفارق المكان، وصحبه طائفة من العرب وغيرهم من الجند، وخرج إلى بسطام مع خزائنه وأسبابه، وتبعه منوجهر ابنه مع العسكر فحصره، وامتنع هو عليه، ثم أمكن من نفسه عند الضرورة، فقبض عليه وحمل الى بعض القلاع. وتقرر أمر ابنه منوجهر ولقّب بفلك المعالي، وكان أبوه يلقب شمس المعالي، ثم ورد الخبر في جمادى الآخرة بصحة موت قابوس، وأقام التعزية في ممالكه عنه، وكان موته في مجلسه بقلعة جناشك. وذكر أنه اغتيل وحمل تابوته إلى جرجان ودفن في مشهد عظيم كان بناه لنفسه وأنفق عليه الأموال العظيمة وبالغ في تحصينه وتحسينه.

[٩٠٠]

[القاسم بن أحمد بن الموفق أبو محمد الأندلسي اللورقي:]

يلقب علم الدين، مولده فيما أخبرني عن نفسه في حدود سنة إحدى وستين وخمسمائة، وهو إمام في العربية وعالم بالقرآن والقراءة، اشتغل بالأندلس في صباه، وأتعب نفسه حتى بلغ من العلم مناه، فصار عينا للزمان ينظر به إلى حقائق الفضائل، فما من علم إلا وقد أخذ منه بأوفر نصيب وحصل منه على أعلى ذروة، وكنت لقيته بمحروسة حلب في سنة ثماني عشرة وستمائة ففزت من لقائه بالأمنية، واقتضبت من فوائده كلّ فضيلة شهية، وحدثني أنه قرأ القرآن بمرسية من بلاد الأندلس على الشيخ أبي عبد الله


(٩٠٠) - ترجم له الصفدي في الوافي ٢: ١٠٢ باسم محمد بن أحمد بن الموفق بن جعفر، وكنيته أبو القاسم، وأحال على هذه الترجمة في باب «القاسم بن أحمد» وهو باسم القاسم في بغية الوعاة ٢: ٢٥٠ وفي طبقات ابن الجزري ٢: ١٥. (ويذكر الصفدي أنه توفي سنة احدى وستين وستمائة ودفن بمقابر باب توما بدمشق) وله أيضا ترجمة في ذيل الروضتين: ٢٢٧ وكرر المقري ترجمته في النفح ٢: ٥٠، ١٣٧ (وفي الموضع الثاني نسب خطأ المريني وهو المرسي) وعقد الجمان (٦٤٨- ٦٦٦) ص:
٣٦٨ والبداية والنهاية ١٣: ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>