للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا كنت في كلّ الأمور معاتبا ... صديقك لا تلقى الذي لا تعاتبه

فعش واحدا أوصل أخاك فإنه ... مقارف ذنب مرة ومجانبه

إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

قال أبو عبيدة: فأنشدني بشار هذه الأبيات لنفسه في قصيدته التي يقول فيها:

رويدا تصاهل بالعراق جيادنا ... كأنك بالضحاك قد قام نادبه

فقلت لبشار: إن شبيلا أنشدني هذه الأبيات للمتلمس. فقال: كذب شبيل، هذه والله شعري، ولقد أعطاني ابن هبيرة عليه أربعين ألفا.

- ٥٨٦-

[شداد بن إبراهيم بن حسن]

أبو النجيب الملقب بالطاهر الجزري: شاعر من شعراء عضد الدولة ابن بويه، ومدح الوزير المهلبي، كان دقيق الشعر لطيف الأسلوب مات سنة إحدى وأربعمائة، ومن شعره:

إذا المرء لم يرض ما أمكنه ... ولم يأت من أمره أحسنه

فدعه فقد ساء تدبيره ... سيضحك يوما ويبكي سنه

ومنه [١] :

أيا جيل التصوّف شرّ جيل ... لقد جئتم بأمر مستحيل [٢]


[٥٨٦]- ترجمة شداد الجزري الملقب بالطاهر (أو الظاهر) في تتمة اليتيمة ١: ٤٦ ودمية القصر ١: ١٢٦ والاكمال ٥: ٢٤٠ وبغية الطلب ٨: ٢٢١ وابن خلكان ٥: ٢٦٥ (٧: ٣٤١) والوافي ١٦: ١٢٥ وضبطه السلفي بالشين (شداد) وقيل اسمه سداد (ورجح ابن العديم ذلك) أو أبو السداد (بالمهملة) قال ابن العديم: وذكر لي أبو السعادات ابن المرحل أنه بالسين المهملة، وكذلك ذكره رفيقنا ابن النجار في حرف السين المهملة في التاريخ الذي ذيل به تاريخ أبي بكر الخطيب، وشاهدت اسمه بخط الحافظ السلفي مضبوطا بالشين المعجمة في بعض تعاليقه.
[١] بغية الطلب: ٢٢٢. (وقد مرّا منسوبين للمعري في ترجمته) .
[٢] روايتهما عند ابن العديم:
أرى جيل التصوف شرّ جيل ... فقل لهم وأهون بالحلول
أقال الله حين عشقتموه ... كلوا أكل البهائم وارقصوا لي

<<  <  ج: ص:  >  >>