عن أبي عبيد أنه قال: هذا الكتاب- يعني «غريب الحديث المصنف» أحبّ إليّ من عشرة آلاف دينار، وعدد أبوابه على ما ذكره ألف باب، وفيه من شواهد الشعر ألف ومائتا بيت.
[[٨٠٦] علي بن محمد بن نصر بن منصور بن بسام]
أبو الحسن العبرتائي الكاتب، وأمه أخت أحمد بن حمدون بن إسماعيل النديم لأبيه وأمه، وقال المرزباني: أمه بنت حمدون النديم، وله مع خاله أبي عبد الله ابن حمدون أخبار، وكان حسن البديهة شاعرا ماضيا أديبا لا يسلم على لسانه أحد، وهو معدود في العققة، وكان يصنع الشعر في الرؤساء وينحله ابن الرومي وغيره.
مات فيما ذكره ابن المرزباني بعد سنة ثلاثمائة بسنتين، وقال ثابت بن سنان:
مات علي بن محمد بن بسام في صفر سنة اثنتين وثلاثمائة عن نيف وسبعين سنة، واستفرغ شعره في هجاء والده محمد بن نصر والخلفاء والوزراء، وكان مع فصاحته وبيانه لا حظّ له في التطويل إنما يحسن مقطعاته وتندر أبياته. وهو من أهل بيت الكتابة، كان جده نصر بن منصور يتولى ديوان الخاتم والنفقات والأزمّة في أيام المعتصم. وهو كان السبب في نكبة الفضل بن مروان، وكان قد هجا الوزير علي بن عيسى بن داود بن الجراح لما نفي إلى مكة، فلما ردت إليه الوزارة جلس يوما للمظالم فمرت في جملة القصص رقعة فيها مكتوب:
وافى ابن عيسى وكنت أضغنه ... أشدّ شيء عليّ أهونه
[٨٠٦]- ترجمة ابن بسام في الفهرست: ١٦٧ ومعجم الشعراء: ١٥٤ والهدايا والتحف: ١٣٩ وتاريخ بغداد ١٢: ٦٣ وابن خلكان ٣: ٣٦٣ واللباب (البسامي) واعتاب الكتاب: ١٨٨ والوافي ٢٢: ١٤٩ والفوات ٣: ٩٢ وسير الذهبي ١٤: ١١٢ ومرآة الجنان ٢: ٢٣٨ والبداية والنهاية ١١: ١٢٥ والنجوم الزاهرة ٣: ١٨٩ والموسوعة الإسلامية ٣: ٧٣٤ (الطبعة الثانية بالانجليزية) وراجع المصادر التاريخية مثل أخبار الراضي والمتقي للصولي وتاريخ الوزراء للصابي ومروج الذهب للمسعودي (الفقرة ٣٤٠٦- ٣٤٢١) ، ومقالة ابن شيخ في مجلة Arbica العدد ٣/٢٠ (ص ٢٦١- ٢٩١) وله مقطعات في التشبيهات وخاص الخاص ومحاضرات الراغب وزهر الآداب والذخيرة.