للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن كان لبّى للزيارة محرم ... فلبّى إلى أوصافك النظم والنثر

وإن جمعوا فرضين ثمّ وقصروا ... فللدين والدنيا بك الجمع والقصر

وإن طوّفوا بالبيت سبعا وأحرموا ... فما طاف إلا بابك الأنجم الزهر

وإن ضحّت الأقوام بالبدن سنّة ... فضحّ بمن عاداك ما انفلق الفجر.

[٧٧٤] علي بن عبد الله بن وصيف الناشىء الحلّاء

ويكنى أبا الحسين:

قال ابن عبد الرحيم: حدثني أبو عبد الله الخالع قال، حدثني الناشىء قال:

كان جدي وصيف مملوكا، وكان عبد الله أبي عطارا في الخضرية بالجانب الشرقي، وكنت لما نشأت معه في دكانه كان ابن الرومي يجلس عندنا وأنا لا أعرفه، وكان يلبس الدراعة وثيابه وسخة، وانقطع عنا مدة فسألت عنه أبي وقلت: ما فعل ذلك الشيخ الوسخ الثياب الذي كان يجلس إلينا؟ فقال: ويحك ذاك ابن الرومي وقد مات، فندمت أن لم أكن أخذت عنه شيئا ولا عرفته في حال حضوره وتشاغلت بالصنعة عن طلب العلم، ثم لقيت ثعلبا ولم آخذ عنه إلا أبياتا وهي:

إن أخا الأخوان من يسعى معك ... ومن يضرّ نفسه لينفعك

قال الخالع: وكان الناشىء قليل البضاعة في الأدب، قؤوما بالكلام والجدل، يعتقد الامامة ويناظر عليها بأجود عبارة، فاستنفد عمره في مديح أهل البيت حتى عرف بهم، وأشعاره فيهم لا تحصى كثرة، ومدح مع ذلك الراضي بالله وله معه أخبار، وقصد كافورا الإخشيديّ بمصر وامتدحه، وامتدح ابن حنزابة وكان ينادمه، وطرأ إلى البريديين بالبصرة وإلى أبي الفضل ابن العميد بأرجان وعضد الدولة بفارس، وكان مولده على ما خبرني به سنة إحدى وسبعين ومائتين، ومات يوم الاثنين لخمس خلون من صفر سنة خمس وستين وثلاثمائة، وكنت حينئذ بالري فورد كتاب ابن بقية إلى ابن


[٧٧٤]- اليتيمة ١: ٢٣٢ وفهرست الطوسي: ٨٩ وابن خلكان ٣: ٣٦٩ وسير الذهبي ١٦: ٢٢٢ ولسان الميزان ٤: ٢٣٨ وعيون التواريخ (نسخة الفاتح: ٤٤٤١) الورقة: ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>