قال المؤلف: وأما الشعر الذي رثاه به المرتضى فهو «١» :
رديت يا ابن هلال والردى عرض ... لم يحم منه على سخط له البشر
ما ضرّ فقدك والأيام شاهدة ... بأنّ فضلك فيه الأنجم الزهر
أغنيت في الأرض والأقوام كلّهم ... من المحاسن ما لم يغنه المطر
فللقلوب التي أبهجتها حزن ... وللعيون التي أقررتها سهر
وما لعيش إذا ودعته أرج ... ولا لليل إذا فارقته سحر
وما لنا بعد أن أضحت مطالعنا ... مسلوبة منك أوضاح ولا غرر
[٨٥٣]
علي بن الهيثم الكاتب «٢» المعروف بجونقا:
كان من الكتاب المستخدمين في ديوان المأمون وغيره من الخلفاء، وكان فاضلا أديبا كثير الاستعمال للتقعير والقصد لعويص اللغة حتى قال المأمون فيما حدّث به الفضل بن محمد اليزيدي عن أبيه قال:
قال المأمون أنا أتكلم مع الناس أجمعين على سجيّتي إلا علي بن الهيثم فإني أتحفظ إذا كلمته لأنه يغرق في الإعراب.
ونقلت من خط الصولي في «أخبار شعراء مصر» قال: وممن دخل مصر خالد بن أبان الكاتب الأنباري أخو عبد الملك بن أبان، حدثني الحسين بن علي الباقطائي أنه شخص إلى مصر فبلغه اتساع حال علي بن الهيثم، وكانت بينهما حرمة وكيدة، فكتب إليه من مصر بشعر طويل منه وكتب بماء الذهب:
على الخالق الباري توكلت إنه ... يدوم إذا الدنيا أبادت قرونها
(٨٥٣) - ترجمة جونقا في إعتاب الكتاب: ٢١٢ وكتاب بغداد: ٢٢ والوافي ٢٢: ٢٩٥ وبغية الوعاة ٢: ٢١٢.