للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أسد الدولة في نواحي صيدا، فوصل الأمير أسد الدولة فاعتقل من أعيانها سبعين رجلا، وذلك برأي وزيره تادرس بن الحسن الأستاذ، وأوهمه أنّ في ذلك إقامة للهيبة. قال: ولقد بلغني أنه دعي لهؤلاء المعتقلين بآمد وميافارقين على المنابر، وقطع تادرس عليهم ألف دينار، وخرج الشيخ أبو العلاء المعري إلى أسد الدولة صالح وهو بظاهر المعرة، وقال له الشيخ أبو العلاء: مولانا السيد الأجلّ أسد الدولة ومقدّمها وناصحها كالنهار الماتع اشتدّ هجيره وطاب أبراده، وكالسيف القاطع لان صفحه وخشن حداه، خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ

(الأعراف: ١٩٩) فقال صالح: قد وهبتهم لك أيها الشيخ، ولم يعلم أبو العلاء أنّ المال قد قطع عليهم، والا كان قد سأل فيه، ثم قال الشيخ أبو العلاء بعد ذلك شعرا وهو [١] :

تغيبت في منزلي برهة ... ستير العيون فقيد الحسد

فلما مضى العمر إلا الأقلّ ... وحمّ لروحي فراق الجسد

بعثت شفيعا إلى صالح ... وذاك من القوم رأي فسد

فيسمع منّي سجع الحمام ... وأسمع منه زئير الأسد

فلا يعجبنّي هذا النّفاق ... فكم نفّقت محنة ما كسد

- ١٠٢-

[أحمد بن عبد الرحمن بن نخيل الحميري]

أبو العباس الشنتمري: يقول فيه أبو العباس أحمد بن عبد العزيز بن غزوان [٢] الكاتب الشنتمري، وقد حضر القراءة عليه هو وجماعة من طلبته بشنتمرية:

ومجلس ليس لعمري به ... باغ، وباع الخير فيه مديد


[١٠٢]- نسبته إلى شنتمرية تدل على أنه أندلسي، ولكني لم أستطع الوقوف على المصدر الذي ينقل عنه ياقوت. ولابن غزوان الشنتمري ترجمة في التكملة ١: ٤٧.
[١] اللزوميات ١: ٣٠٢ (١: ٤٠٤ صادر) .
[٢] م: غنزوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>