إليهما وقال: مصيبة قد وجب أجرها خير من نعمة لا يؤدّى شكرها؛ وهذا عندي من حر الكلام وفصل الخطاب.
[[٧٩٤] علي بن عيسى بن علي بن عبد الله]
الرمّاني أبو الحسن الوراق: كذا قال الزبيديّ، وقال التنوخي هو يعرف بالاخشيذي. قال التنوخي: وممن ذهب في زماننا إلى أن عليا عليه السلام أفضل الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من المعتزلة أبو الحسن علي ابن عيسى النحوي المعروف بابن الرماني الاخشيذي.
قال المؤلف: أرى أنه كان تلميذ ابن الاخشيذ المتكلم أو على مذهبه لأنه كان متكلما على مذهب المعتزلة وله في ذلك تصانيف مأثورة.
وكان إماما في علم العربية علّامة في الأدب في طبقة أبي عليّ الفارسيّ وأبي سعيد السيرافي، وكان قد شهد عند أبي محمد ابن معروف. مات في حادي عشر جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة في خلافة القادر بالله، ومولده في سنة ست وسبعين ومائتين. أخذ عن ابن السراج وابن دريد والزجاج، وله تصانيف في جميع العلوم من النحو واللغة والنجوم والفقه والكلام على رأي المعتزلة، كما ذكرنا، وكان يمزج كلامه في النحو بالمنطق حتى قال أبو عليّ الفارسيّ: إن كان النحو ما يقوله الرماني فليس معنا منه شيء، وإن كان النحو ما نقوله نحن فليس معه منه شيء.
وكان يقال: النحويون في زماننا ثلاثة: واحد لا يفهم كلامه وهو الرمانيّ، وواحد يفهم بعض كلامه وهو أبو علي الفارسيّ، وواحد يفهم جميع كلامه بلا أستاذ وهو السيرافيّ.
[٧٩٤]- ترجمة الرماني في الفهرست: ٦٩ وطبقات الزبيدي: ٨٦ وتاريخ بغداد ١٢: ١٦ والمنتظم ٧: ١٧٦ وأنساب السمعاني ٦: ١٦٠ ونزهة الألباء: ٢١٧ وإنباه الرواة ٢: ٢٩٤ وابن خلكان ٣: ٢٩٩ وسير الذهبي ١٦: ٥٣٣ وعبر الذهبي ٣: ٢٥ وميزان الاعتدال ٣: ١٤٩ والبداية والنهاية ١١: ٣١٤ والبلغة: ١٥٩ ولسان الميزان ٤: ٢٤٨ والنجوم الزاهرة ٤: ١٦٨ وبغية الوعاة ٢: ١٨٠ وطبقات المفسرين للسيوطي: ٢٤ وطبقات الداودي ١: ٤١٩ والشذرات ٣: ١٠٩ وإشارة التعيين: ٢٢١ وللتوحيدي في الامتاع والمؤانسة والبصائر وغيرهما من مؤلفاته وقفات عنده، وقد طبع من مؤلفاته رسالة في إعجاز القرآن (ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن) .