للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفارسي: كان نحويا لغويا قيما بالقياس والافتنان في العلوم العربية، أخذ عن القاضي أبي سعيد السيرافي وأبي الحسن الرماني وأبي علي الفارسي، ومات في سنة ست وأربعمائة في خلافة القادر بالله، لم أجد له خبرا فأحكيه إلا ما حكى هو عن نفسه في كتاب «شرح الإيضاح» أنه تكلم مع أبي محمد يوسف بن أبي سعيد الحسن السيرافي (قال العبدي: وكان ابن السيرافي مكينا في هذا الشأن على شهرته عند الناس في اللغة) في تاء تفعلين فقال: هي علامة التأنيث والفاعل مضمر، فقلت له: ولو كانت بمنزلة التاء في ضربت علامة للتأنيث فقط لثبتت مع ضمير الاثنين وعلم أن فيها مع دلالتها على التأنيث معنى الفاعل، فلما صار للاثنين بطل ضمير الواحد الذي هو الياء وجاءت الألف وحدها، فقال هذا إذا زبيل الحوالج كذا وكذا، وانقطع الوقت بالضحك من ابن شيخنا في قلة تصرفه.

وقرأت في فوائد نقلت عن أبي القاسم المغربي الوزير أن العبدي أصيب بعقله واختل في آخر عمره. وله من التصانيف كتاب شرح الايضاح. كتاب شرح الجرمي.

- ٦٧-

[أحمد بن أبي بكر بن أبي محمد الخاوراني]

، النحوي الأديب أبو الفضل يلقب بالمحدويه: لقيته بعرف سرين [١] ، وهو شاب فاضل بارع متفنن قيّم بعلم النحو محترق بالذكاء حافظ للقرآن، كتب بخطه العلوم وقرأها على مشايخه، ورأيته قد صنّف كتابين صغيرين في النحو، وشرع في أشياء لم تمهله المنية ليتمها، منها فيما ذكر لي «شرح المفصل» للزمخشري، وكتب عني الكثير وفارقته في سنة سبع عشرة


[٦٧]- ترجمته الخاوراني في الوافي ٦: ٢٦٨ وبغية الوعاة ١: ٢٩٩؛ والخاوراني نسبة إلى خاوران وهي قرية من نواحي خلاط، وقال ياقوت في معجم البلدان: ومنها صديقنا أديب تبريز أحمد بن أبي بكر بن أبي محمد، مات شابا في سنة ٦٢٠.
[١] يذكر ياقوت أن العرف من مخاليف اليمن بينه وبين صنعاء عشرة فراسخ ويذكر في مادة «سرّين» أنها قرية من أعمال صنعاء؛ ولكني لست واثقا من أن هذا الموضع هو الذي يعنيه هنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>